تستبدل الأمطار ضبابية السماء بعد موسم جفاف حاد، بسماء صافيه. تتراكم في المدن الكبيرة عادةً طبقات معتمة من الدخان والغبار وأنواع عديدة من الأبخرة في هامة الأفق. مكونة غطاء يحجب الرؤية عن بعد. فلا ترى أعالي أبراج المدينة الباهرة ولا بعض مآذنها أحياناً. يسبب توالي موجات الغبار وزحام السيارات ومصانع المدينة كمية هائلة من الضبابية في الأفق. كما هو حال كثير من المؤسسات التجارية في سوق العمل عند غياب وضوح الرؤية بسبب فلسفة الإدارة العليا وتراخي أساليبها. عندما ترسم الإدارة العليا استراتيجية محددة، وتخطط اجراءات تنفيذ واضحة ثم إطار قياس محكم- تكون الصورة واضحة للجميع ويسهل رسم معالم الهدف لتحقيقه.
تكثر النقاشات في آخر العام حول الخطط الاستراتيجية للمؤسسات التجارية على اختلافها استعداداً لبدء موسم جديد داخل السوق. يجمع الأغلبية على أهمية رسم الاستراتيجيات لتحقيق الأهداف الكبيرة ولكن القليل فقط يدرك كيف ينفذ خططه. من هنا ظهرت حاجة التغيير في الكوادر الإدارية في القيادات العليا. فأحيان تكون بداية صاحب المنصب ضمن نطاق عمل مبسط يوافق حجم المؤسسة ولكن بعد مراحل نمو وتوسع خلال السنوات لا يستطيع الوفاء بتحقيق المستهدفات لكبر حجمها وقلة الخبرة. وأحيان أخرى يكون فريق الإدارة العليا رائع ولكن تطورات السوق وأدواته تحتم التغيير لتبني عقلية وطرق عمل مختلفة تماماً.
من سياق خبرتي في مجال تقنيات التسويق أجد أن كثير من المؤسسات مازالت تعمل بأساليب بدائية في ظل تطور صارخ في التقنية ووسائلها. فالتقنيات التي كانت مهمة بالأمس لم تعد ذات جدوى اليوم وغداً. وكما أن هناك حاجة أحيان لتغيير الأشخاص فإن هناك حاجة أيضاً لتغيير وتطوير التقنيات لمواكبة مستجدات السوق. فصح كما قال بشار بن برد: : لكل مقامٍ مقال.