سليمان يعمل في شركة العائلة منذ بضعة أشهر فقط . تم تنصيبه بمسؤولية تطوير الأعمال في الشركة ( كمدير تطوير أعمال) .
ويقدم خدمات مختلفة لمختلف الأقسام فيها . تقدم الشركة خدمات ومنتجات لقطاع الأعمال والبيع بالجملة . إهتمام سليمان كأحد أبناء العائلة المتعلمين هو تقويض جدران البيروقراطية وبناء منظومة عمل متسارعة تعلوها الشفافية والسهولة. يعتمد على التقنية في تسريع المعاملات والأرشفة وسهولة الإجراءات وتوثيقها. واعتمد الاستثمار في نظام جديد ( لإدارة الموارد ) ERP وبدء العمل على تنفيذه. وكان يحلم دائماً أن الشركة ستكون تعمل باتقان عال وسرعة فائقة مقارنة بمنافسيه.
حيث أن أهم الجوانب الواعدة في هذا النظام الذي تبناه هو سهولة الإجراءات وتتبعها وبناء التقارير على جودة العمل ورفع الجدوى من الوقت لكل موظف. وبعد بضعة أشهر تم الإنتهاء من الإعداد للبرنامج وتدريب الموظفين على استخدامه ورسم كل الإجراءات داخل النظام ليتم العمل بشكل إلكتروني تماماً
وبعد ثلاثة أشهر وجد أن الأمور بدأت تتباطئ بشكل كبير وتزداد شكاوى فريق العمل من التأخر في إتمام الإجراءات الروتينية.
لم يغير شيء في منظومة العمل سوى أنه جعل الموافقة من أبيه )أبو سليمان) صاحب الشركة تتحول من ورقية إلى إلكترونية على جميع أمور العمل كبيرها وصغيرها.
وما زال أبو سليمان عائقاً في تطوير إجراءات العمل ورفع الجدوى من الوقت وبالتالي المنافسة في السوق.
الأنظمة لا تعمل لوحدها ولن تغير سلوك العاملين مالم تكن جزء من استراتيجية تغيير عميقة تتضمن كل شيء وكل موظف في المنشأة سواء تنفيذياً أم موظف بسيط.
الصياغة أتت بقصة سليمان وهناك الكثير مثل سليمان في السوق اليوم عالقين بتراخيص برامج عظيمة وبالملايين لا وجدو طريق للنمو ولا وجدوا طريقاً للتراجع.
التحول للعالم الرقمي معضلة تبدأ بفكرة التغيير وتنتهي بتبني التغيير.
شخص مؤثر مثلك .. يأتي بمقال يلامس الواقع بأدق التفاصيل وأقل الكلمات..شكرًا لك .
إعجابLiked by 1 person